تاريخ الجلابية السودانية

الجلابية السودانية تعتبر أحد الرموز الثقافية الهامة التي تعكس الهوية الوطنية السودانية. تطورت هذه القطعة من الملابس على مر العصور وأصبحت
جزءاً لا يتجزأ من اللباس التقليدي للسودانيين. تاريخيًا، بدأت الجلابية كلباس عملي، قصير وداكن اللون، يناسب حياة الزراعة والرعي في السودان.
ومع مرور الزمن وتأثير الاستعمار ودخول التعليم وانتشار المدارس، أصبحت الجلابية البيضاء هي المظهر الأكثر شيوعاً في المناسبات الرسمية
والاجتماعية ، وقد كانت اللباس الرسمى للعمل والمدارس الى ان قام المستعمر بتغييرها الى القميص والبنطلون والرداء.
فيما يتعلق بالتصميم، كانت الجلابية التقليدية مصنوعة من أقمشة محلية مثل “الدمور” و”الدبلان”، وهما نوعان من الأقمشة القطنية محلية الصنع. ومع
مرور الوقت، أصبحت الأقمشة المستوردة مثل القطن الإنجليزي والأقمشة السويسرية والهندية هي الأكثر استخدامًا، خصوصًا بين الأفراد الأكثر ثراءً.
لعبت الوضعية الاقتصادية دورًا كبيرًا في تحديد نوعية القماش المستخدم في صناعة الجلابية
تُعتبر الجلابية السودانية من أبرز الرموز الثقافية والتراثية في السودان، وتعكس الهوية الوطنية والتقاليد الاجتماعية للشعب السوداني. تمتد جذورها
التاريخية إلى قرون مضت، حيث تأثرت بتنوع الثقافات والقبائل التي استوطنت المنطقة.


تاريخ الجلابية السودانية


الأصول التاريخية: نشأت الجلابية في السودان كزي تقليدي يرتديه الرجال، وقد تأثرت بالأزياء العربية والأفريقية نتيجة للتفاعل الثقافي ●
والتجاري بين السودان والدول المجاورة. مع دخول العرب والإسلام إلى السودان في القرن السابع الميلادي، تأثرت الملابس التقليدية
بالأزياء العربية، وبدأ انتشار الجلابية كزي واسع الانتشار بين السكان.
التطور عبر العصور: في البداية، كانت الجلابية تُصنع من أقمشة بسيطة وبتصميم عملي يناسب حياة الرعي والزراعة. ومع مرور الزمن ●
شهدت تطورات في التصميم والأقمشة المستخدمة، متأثرة بالتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. خلال الحقبة الاستعمارية والحديثة،
اندمجت التأثيرات الغربية مع التراث المحلي، مما أدى إلى تنوع في أشكال وأنماط الجلابية.
الرمزية الثقافية: أصبحت الجلابية رمزًا للهوية الوطنية والوحدة بين السودانيين، حيث تُرتدى في المناسبات الوطنية والدينية والاجتماعية ●
كما أنها تعكس التنوع الثقافي والإثني في السودان، حيث تختلف التصاميم والزخارف باختلاف المناطق والقبائل
الأنواع المختلفة للجلابية: ●
جلابية “بزراير”: (كرشليق) تتميز بوجود أزرار أمامية، وتُعتبر من الأنواع الشائعة التي يرتديها مختلف الفئات العمرية ○
جلابية مدورة : وهى جلابية لا توجد بها زراير وانما فتحة مدورة بمحيط العنق ○
جلابية سواكنية: وهي ثوب له ياقة وأزرار، ويرتديها سكان شرق السودان وتشبه كثيراً الجلابية الخليجية، وتختلف عن ○
الجلابية الختمية فى الزراير
الجلابية الختمية: مرتبطة بطائفة الختمية، وتتميز بياقة خاصة تسمى “الكولة”، من غير زراير وتكون غالبًا مزخرفة ○
بتطريزات فريدة
جلابية أنصارية: ارتبطت الجلابية الانصارية بالثورة المهدية وتشتهر بأن لها جيبين من الأمام والخلف وكم واسع جداً (جناح ○
أم جكو)( ويرتديها أنصار المهدي بالسودان) أم جكو هو صقر الجديان وشبهت به لكبر فتحة اليد والتى تشبه جناح الصقر عند
الطيران
جلابية “على الله”: تتكون من قطعتين، قميص قصير وسروال، وتتميز ببساطتها وتُستخدم في الأنشطة اليومية والأعمال ○
وتعتبر جلابية علي الله بانها ذات تصميم مبتكر والشرائط والحزام وهي ابتكار انصاري ايضا لبسته جيوش الانصار وتم
ادخال بعض التعديلات والتحسينات عليه ، وهنالك عدد من الناس يعتقدون ان جلابية على الله غير سودانية وانما دلت
للسودان من تشاد وبعض الدول الافريقية الاخرى ، لكن حسب إفادات المؤرخين الذين استطلعناهم فى الأنيق ان جلابية
علىالله سودانية وتم إبتكارها أيام المهدية وهنالك عدد من المقولات فى هذا الامر

أساسيات الزى القومى


كما اشرنا أعلاه فإن الجلابية السودانية اصبحت الزى القومى لاهل السودان ، ولا تكتمل الا بلبس العمة والشال والمركوب
العراقي
سمي بهذا الاسم لأنه يمتص العرق ولا يجعله يصل إلى الجلابية، وهو جلباب قصير يلبس تحت الجلابية، وهذا النوع الخفيف، أما النوع الآخر
الثقيل فيلبس مع السروال داخل المنزل.
السروال
(يشبه البنطلون الإفرنجي ولكنه فضفاض يلبس تحت الجلابية. ويعتبر السروال البلدى هو السائد ويمتاز بحجمه الواسع ويربط بالقماش (التكة
كما ظهر ايضا السروال الذى يشبه البنطلون
العمة

العمامة زي عربي عرف قبل البعثة النبوية، وهو المكافئ للتيجان عند الروم والفرس، و العمائم هي تيجان العرب لكنها تلاشت بمرور الوقت وتبقت منها العمامة السودانية والعمانية والموريتانية عربياً، وعمامات رجال الهند وبلاد ما وراء النهر التي تأثرت بانتشار الإسلام. وتصنع العمة السوداني من أقمشة قطنية بيضاء، ومتوسط طولها ٤ الى ٥ أمتار، وقد تقصر عن ذلك او تطول. وعادة ما تكون من قماش التوتال الإنجليزي أو السويسري الفاخر ناصع البياض، كما إنتشر مؤخراً التوتل الهندى، لكنها قد تكون من أقمشة أخرى أرخص حسب المستوى الاجتماعي. تلف العمامة حول الرأس بطرق مختلفة، وتعكس كل طريقة الشريحة الاجتماعية والجغرافية والدينية لمرتديها، وتلبس تحتها طاقية من الحرير الأحمر كما في أوقات سابقة، لكن بدخول الصناعة الصينية مجال الأزياء السودانية، اختفت طواقي الحرير الحمراء التي تشغلها النساء لرجالهن

ويرتدي الحرس الرئاسي السوداني الجمهوري زياً عسكرياً، العمة الملفوفة بطريقة خاصة واحدة، من مكوناته، وكانت العمة ضمن الزي المدرسي في المدارس الابتدائية والوسطى، قبل تغيير السلم التعليمي في عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري

مؤخراً إستحدث الشباب عمة صغيرة وبألوان غير اللون الأبيض وباتت إحدى مظاهر الموضة لدى الشباب


الصديري
قميص يلبس فوق الجلابية او العراقى وقد تميز به أهل الشرق وبه عدد من الانواع السواكني وأنقور والإفرنجي
المركوب
حذاء سوداني من الجلد، يتميز المركوب بجمال الشكل وخفة الوزن وروعة التصميم، ويتم تصنيعه في مناطق عدة، وتعتبر دارفور من أشهر
هذه المناطق، فالمركوب “الفاشري” من أشهر وأجود الأنواع وارتبط بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وأيضاً مركوب الجنينة، الذي
يحمل اسم عاصمة ولاية غرب دارفور، ويوجد أشهر سوق في العاصمة الولائية الفاشر معروف ب”سوق المراكيب”. وتعتبر منطقة غرب
السودان المكان الأول لهذه الصناعات الجلدية اليدوية، لكنها لم تقتصر على دارفور وكردفان، بل انتشرت في الآونة الأخيرة في كل ولايات
البلاد، وفُتحت العديد من الورش في ولاية الخرطوم في أنحائها كافة لصناعة المراكيب، خاصة في محلية أم درمان منطقة “سوق الجلود”.
خلاصة القول أن الجلابية السودانية ليست مجرد زي تقليدي، بل هي جزء من التراث والثقافة السودانية التي تعكس تاريخ البلاد
وتفاعلها مع الحضارات المجاورة. سواء في الحياة اليومية أو في المناسبات، تظل الجلابية رمزًا قويًا للهوية السودانية والمكانة
الاجتماعية. وتظل إستراتيجيتنا فى الأنيق المحافظة على التراث السودانى وعكس ثقافتنا عبر الأجيال وبين الثقافات من خلال إنتاج
وتطوير الأزياء السودانية

Select your currency
EUR Euro